کد مطلب:239464 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

محاولات الرشید لصالح المأمون
و من كل ما تقدم یتضح لنا حقیقة موقف العباسیین، و أهل بیت المأمون، و رجال الدولة من المأمون .. و یظهر الی أی حد كان مركز أخیه قویا، و نجمه عالیا، و أنه لم یكن له مثل ذلك الحظ الذی كان لأخیه الأمین.



[ صفحه 163]



الا أن أباه الرشید، الذی كان یدرك حقیقة الموقف كل الادراك، قد حاول أن یضمن له نصیبه من الخلافة، فجعله ولی العهد بعد أخیه الأمین، و كتب بذلك العهود و المواثیق، و أشهد علیها، و علقها فی جوف الكعبة، و لا نعلم خلیفة، قبله و لا بعده فعل ذلك مع أولیاء عهده، من أولاده أو من غیرهم، رغم أن غیره من الخلفاء قد أخذوا البیعة لأكثر من واحد بعدهم .

كما أنه قد حاول بطرق شتی أن یشد من عضد المأمون، و یقوی مركزه فی مقابل أخیه الأمین ؛ لأنه كان یخاف منه علی أخیه المأمون ؛ فنراه یجدد أخذ البیعة للمأمون أكثر من مرة . و یولیه الحرب، و یولی أخاه السلم [1] و یهب المأمون كل ما فی العسكر من كراع و سلاح، و یأمر الفضل بن الربیع، الذی كان یعرف أنه سوف یتآمر مع الأمین - یأمره - بالبقاء مع المأمون فی خراسان . الی غیر ذلك من مواقفه، التی لا نری حاجة لتتبعها و استقصائها .


[1] مروج الذهب ج 3 ص 353، و الطبري حوادث سنة 186 ه.